الأحد، 5 يونيو 2011

حال الخلق

زياد  ابني بيسألني .. عن الدنيا وحال الخلق
وعن أدوات خلق بيها الإله كونه
وكان نفسه يكون موجود ف ساعة الخلق
وعن عظمة إله قادر ف لحظة تكون جبال قايمة
                                    وبحر وشمس مالية الكون
وليه مع إن سبحانه ..
              نفخ من روحه طين آدم بكلمة كن
فصار إنسان وصار عاقل
لكن غافل ولسه إيده مكتوفة
وعن بيتنا ومين بانيوه
وليه مليان صور ع الحيط …
فراعنة وفن إسلامي وفن حديث
وف الحمام مافيش ميّه… وفيه بانيو
وياما كتير يفاجئني .. سؤال خاطف
عن الجارة اللي ما بتمشيش…
يشوفها كل يوم نايمة وعيانة
ومش عارفة تروح لطبيب
ومش لاقية تجيب العيش.
وعن عمو اللي ف الشقة اللي قدامنا
بيمشي ببطء .. وهو شباب .. ماهواش طفل
وليه قاعد ومش شغال.
وعن حالنا .. وليه خايفين
وشبابيكنا .. وبوابة حديد بيتنا … بخمسة واربعين ترباس وخمسين قفل.
وليه العقربة بتلدع… وليه ف الأصل مخلوقة..
وليه في ناموس .. وفي تعابين
وليه الخلق مخنوقة.
زياد ابني لانه صغير كما النملة .. بيسألني بـ ليه وازاي وامتى وفين
وانا مااجاوبش
وكل سؤال يدور ف دماغي يلوحني..يلخبطني يبرجلني
وزي ما اكون عامل عملة .. ادوخ م الفكر
وأتحير أجاوبه ازاي
أقول له هانسأل العالم ف يوم الجمعة ف المسجد
أقول له نشوف جواب ع النت
ف صفحة من كتب جدو اللي مالية البيت
أقول له أنا عارف الإجابات لكن لازم….
ناخدها كاملة من عالم
وأنا ف الأصل مش عارف .. ولا داري … ولا عالم
ومتلخبط
أنا الي بقول على نفسي كبير وعرفت
ولفيت سبعميت حته
وشفت وشوش سوادها غطيس
وشوش صفرا .. وحمرا وبيضا زي اللفت
وشفت عيون بتتخرّم
وشفت ودان بتتخزّق
وشفت حلال بيتحرم 
وشفت وشفت لما قرفت
أدوّر جوا عقلي ألاقيه كتاب فاضي
ألاقي مخي متلخبط كطفل ف عمر ابني زياد
واشوف الدنيا نقطة كبيرة مرسومة .. 
وفوقها علامة استفهام
ويتجمع في زحمة راسي تيم كورة
بلعيبة من العلامات
وانام .. واحلم .. بسيّدنا سليمان مات
وساند دقنه فوق عكاز خشب جامد
خشب ناشف ..
نشوفه نقول : أهوه عايش .. أهوه قاعد .. أهوه شايف
وحبة نمل تتجمع على العكاز تزلزلنا ..تفوقنا من السكرة
تكلمنا .. تجاوبنا تعلمنا نشوف بكرة
لكن بصحى وافوق م الحلم
ومش فاكر ولا إجابة
ألاقي نفسي لسه لحد يومنا عجوز ومتحير
لكن بيرن ف دماغي .. هدير طاغي بيسألني ويتحسر
على نفسي ..
             وحال الدنيا
                      حال الخلق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق