الأربعاء، 26 مايو 2010

سيكولوجية المدخن


الخميس اللي فات سمعت إشاعة إن السجاير هاتغلي.. بالذات الأجنبي.. هاتغلى قد ايه؟ قال لك 40% .. وأنا لمن لا يعلم مدخن من العيار التخين .. قلت حلو.. كده الليلة باظت... أول حاجة تيجي ف دماغ أي حد عاقل إنه يبطلها.. دا لو افترضنا إن بعد كل اللي بيحصل ده هايفضل فيه حد عاقل..
أنا قلت أحسبها.. بشرب نوع لاهو أجنبي قوي ولا حقير قوي .. يعني من أبو خمسة جنيه.. وبعمل لي ف الليلة حوالي علبة ونص يعني بتاع سبعة تمانية جنيه.. في ثلاتين .. حاجة كده مابين الميتين والميتين وخمسين جنيها مصريا شهريا.. بعد الزيادة يدخلوا ف الربعماية..
هي ليه كلمة الزيادة دي على طول تيجي ف الأسعار وما بتجيش ف المرتبات ...
طبعا هلاقي اللي بيقول لي يعني انت بتتكلم ع السجاير.. خلاص مشاكل العيش والسكن والمواصلات والبنزين وكل القلق ده خلص وهتتكلم ع السجاير.. ومش كل الناس بتدخن يا عم بلا قرف.. طبعا هايبقى معاه حق بس هايكون أغفل نقطة مهمة جدا ألا وهي سيكولوجية المدخن.. مين؟ أيوه سيكولوجية المدخن
بالبحث في هذا الموضوع لقيت إنك لو إنسان عادي حتى لو بتموت من الجوع مستحيل تشوف حد معاه ساندوتش وبياكل تقول له والنبي هات حتة..
إنما عادي جدا تبقى ماشي تلاقي حد محترم جدا بيقول لك ممكن سيجارة لو سمحت! ولا بريستيجه يتهز ولا يوجعه وللا أي حاجة.. ياعم بلاش يطلب.. لو حد أول مرة تشوفه وعزمت عليه بسيجارة وللا علبة حتى ياخدها عادي جدا.. إنما لو بيموت م الجوع وللا العطش استحالة ياخد منك لقمة..
وللا تكتشف فجأة ف نص الليل إن العيش خلص وحد م اللي انت عايش معاهم عايز يآكل.. خلاص بقى الافران قفلت وهجيب لكم منين وكده..
إنما تبقى ليلة سودة لو فجأة السجاير عملتها معاك واستهبلت وخلصت.. تلاقي المدخن بيلف البيت كله يمكن ناسي سيجارة هنا وللا هنا.. والبناطيل القديمة تطلع من الغسالة وتتفتش.. طيب يمكن فيه واحدة ورا كنبة الصالون اللي بتبلع كل حاجة تحت الشلت..
يبدأ العقل يشتغل – العقل ده اللي ما بيصحاش أساسا لا واحنا ف الشغل ولا حتى ف علاقاتنا الحياتية والعاطفية – المهم اشتغل العقل عشان يفكر مين يبقى فاتح دلوقتي الساعة 2 الفجر.. لو ف آخر الدنيا هاينزل.. ما فيش هدوم مكوية.. يكوي.. مافيش بنزين ف العربية يتمشى واهي رياضة..
يا مؤمن دا انت ممكن ما تنزلش مشوار مهم جدا لحياتك عشان القميص اللي انت عايزه ماجاش من عند المكوجي.. اللي بيستهبل ومأخر الهدوم وما عندوش ضمير!!!
انتماء للسجاير يكاد يصل لسلوك العبيد
ياسلام لو نتعامل مع الدنيا كأننا مدخنين وما الدنيا إلا علبة سجاير كبيرة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق