كتبهاAyman haiba ، في 2 أبريل 2012 الساعة: 23:17 م
قد كنتَ كما أبدعك القادركنت كما أنت
كيف لكلمات تتحرك فوق أثير الرغبة
أن تجعلك الآخر؟!
* * *
حذفوا أحرفك السوداء
جرفوا طين الأرض الحبلى بتراثك
ميراث الأبناء
وأنت تعافر كي تتنفس …. تأكل
وتكابر
تسوق الحجة بعد الحجة
كي لا تفعل
لا تملك إلا أن ترتمي كجثة
وتداعب جسدا مكدودا مثلك
أنهكه اللا فعل
لكي تتكاثر!
* * *
أقدم .. لا تجبن
ما هي إلا بعض قشور فوق الجسد المتعفن
غطوك بها أملا في أن تبدو براقا
يكسو هامتك الألق الممجوج كشيخ عاهر
تركوك تظن بأن اللمعة نور
يسطع من جوفك
رائحة العفن بخور
يصدر عن فيك الأبخر
تركوك وأهلك
ككرات قشية تتقاذفها الريح
أقدم أو فاهلك
* * *
وأراك تعاتبني
تؤاخذني أني ألفيت الأرض خرابا فهربت
أقسم بالجمرة في كفي القابضة على ألم أبدي
أني ما أهملت
تشظيت تبددت
ففؤاد في حبة رمل
والكبد نثار في غيمة ريح وعفار
شمس حارقة فوقي
ورمال توشك أن تنصهر تكاد تضيء
لا يؤنس وحدتها إلا قدماي الحافيتان
والساق العجفاء
* * *
في زمن مقبور فائت
كانت دعوتي إليك أن تحذو حذوي
الساق إلى الساق .. الكتف إلى الكتف
يا من قصرت وأهملت, تناسيت الوشم المحفور على جدران القلب
تنازع أطرافك كل جهات الأرض
فيومٌ شرقٌ
وثلاثةٌ أيام غرب
* * *
لكن الصحراء كعادتها ملأى بالأسرار.. حنونة
هي سكني وملاذي
في وقدتها بَرَدٌ
في قسوتها عطف الأم .. التحنان
وكعادتها ما زالت تتنفس عطر الأحباب
تردد رجع أهازيجَ
غنتها النسوة للأطفال
الصحراء على قسوتها البادية…
على قوتها الخرساء…
تنشد حكمتهم ..
من مّروا
رسلا ..
آباء
كلمات تتخفى خلف محار اللؤلؤ في مشكاة الروح
صحراء تتحول في الضوء إلى منسأة تصلب ظهرا ينهد
تجعلني منصوب القامة
مرفوع الهامة
تتجلى في الليل وسادة .. مهادا للأحباب
تنبت رغم القيظ ورودا
تتلو أورادا
للناجين الفارين إلى رحبة ساحتها الغناء
الوارفة المثقلة بثمرات الحكمة
الصحراء .. متاهة ضوء لا أول فيه ولا آخر
* * *
لا أدعوك فمثلك لا يدعى
مثلك قد قبضت روحه
قد مات وإن مشيت قدماه
تتنقل في طرقات العجز اليومي
تسعد بفتات يبقى في طبق الأسياد
ملوك الدنيا الدنيا
لكني - وعِ ما تسمع -
أنظر في قلب الصحراء فأجد الماء
في قلب الأحفاد عيال الله
برءاء لم تتلوث مهجتهم
لم تتلون
في أنفاسهم الغيم
يتكون سحبا في الغد
تمسح ما يترك مثلك من أوساخ
وأراهم
برقا يوشك أن يحرق قشرتك البلهاء
وأراه قريبا
تنكشف الغيمة ويحط الرمل
تنزع ريحٌ ما حملت من قذر وغبار
ليعود ملاك الرب إلى الأرض
ويعود الوحي إلى الغار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق