الثلاثاء، 8 يونيو 2010

أنتيكة



ما تفوق بقى
واقلع قناع المهزلة
مش هي دي
ولا عمرها
هاتكون حكاية مذهلة
كان حلمها ترسم على قناعك خطوط
ازرق ودهبي وكينج توت
آخرتها هاتحطك هناك
على حيطة زاهية ف مخها
برواز .. حكاية عشق مرت وانتهت
ف الزحمة لو كان لك مكان
أنتيكة وسط قلوب رخام
كانوا ف يوم عشاق لها
 اكبر بقى واعقل يالا
خلي ملامحك ترسمك
انسان بضحكه مجلجله
اضحك عليك
وع السنين الرمل من بين الصوابع تنفلت
أو حتى ابكي م الجروح
مش مشكلة
هاتلاقي نفسك في الشوارع والدقايق
ف كل حتة وكل وقت
مستنياك ترجع لها

الأحد، 6 يونيو 2010

صداع آخر (1)





  تغيرت الحال خلال السنوات الأخيرة .. اختفت الحديقة الصغيرة من أمام المقهى.. كانت المتنفس الوحيد لعيوننا قبل أن تحتلها مجموعة ترابيزات لمطعم الكشري المجاور.. حلت زجاجات الشطة والدقة مكان الشجيرات الصغيرة.. وعلى الأرض تناثرت أغطية بيضاء لعلب الأكل..  جلست بالقرب من النصبة في عمق المكان أحاول أن أنسى الصورة الجديدة للحديقة .. في محاولة لأن أعيش زمني الفائت.. أخرجت من عقلي ببطء تلك الصورة الهادئة للمكان وأحطته بها.. عادة قديمة قدم نفسي.. حين أضطر للتواجد في حيز لا أريده ولا أحتمله.. أدخل إلى أعماق عقلي وأخرج الصورة أغمض عيني وألف بها المكان.. ولم أسلم من مشاكسة طارق يوما ووصفي بمدمن الهروب من الواقع..
  صورة طارق يس لم تتركني منذ أمس .. آخر ما أغلقت عليه عيني وأول ما فتحتهما عليه.. اليوم موعدنا الشهري على المقهى.. عشر سنين لم نخلف الميعاد سوى مرات قليلة أستطيع أن أحصيها كاملة .. غيابنا الأول كان مع ولادة أكرم ابنه البكري لتعب رانيا زوجته وبقائها الطويل بالمستشفي ... والثاني حين ودعني طارق بعد أن شهد عقد قرآني على هبة المغربي .. طارق وحده من كل معارفي هو من عاش حدوتة عشقي لها  والشاهد على زواجنا الذي استمر ثلاثة أعوام.. أتذكر غضب هبة لنزولي المقهى بعد ثلاثة أسابيع من الزواج .. رغبتها ألا تتركني أسهر بدونها .. ضحكت  وصالحتها عند العودة بزجاجة عطر صغيرة.
  فى اللقاء الأخير قلت لنفسي ولطارق بصوت مسموع: لماذا نعيش في هذا الزمن القبيح.. إن سلمنا لها نذوب نتلاشى فيها.. وإن عاندناه ينصب شباكه حولنا ويقف في مركز الدائرة منتظرا سقوطنا الواحد تلو الآخر..  ليمتص كل ما بداخلنا...
  لم يجد طارق ما يقوله فأشار بيده علامة من لا يدرى..
  أحاول أحيانا أن أخدع نفسي بأننا كان يجب علينا فعل شيء .. شيء حقيقي ملموس.. لأفيق بعدها غير مصدق لحرف واحد مما أقول.. ماذا تركوا لنا سوى الأيدي المشوهة نهش بها الذباب من على وجوهنا.. شخنا قبل أواننا .. كبرنا.. عجزنا عن الحركة,  فما بالك بالقدرة على استيلاد  واقع يمكن التنفس فيه...
  يضحك طارق معلقا : أنت فقط من أصابه العجز.. وتحاول إصابتي بفيروساتك القاتلة.. لكني محصن.. تعلم أن التطورات الأخيرة لا تخلو من فائدة..  ويشير بطرف عينه لبعض الفتيات الجالسات جوارنا.. ويغني : الدنيا حلوة والله حلوة...
  يحاول طارق أن ينحت الجبل بإيرة صغيرة ..ويتناسى دلو الحبر الأسود الذي ينسكب يوميا فوق رؤوسنا ..  ولا أجد فيما يفعله أي عقل أو جدوى..
  رغم تغير تفكير طارق في السنوات الأخيرة إلا أنه ما زال ملجأي ومصدر الفرج حين تغلق كل الطرق بوجهي.. بإنسانيته الرائقة البسيطة الرقيقة..  طارق المنتصر دائما في معاركه الصغيرة والكبيرة في الحياة..
  زاد تأخر طارق عن المعتاد .. تخيلته في معركة من معاركه .. ولم أتصور أن خلافا قد يقع بينه ورانيا .. بيتهما هو جنتي التي ألوذ بها في أوقات كربي.. وأكرم ابني الذي لم أنجبه..


بدأت مطرقة الصداع عملها الرتيب برأسي.. ولم تفلح المسكنات وفنجان القهوة في فعل شيء.. يأتي الألم الرهيب من خلف الرأس ليتجمع بمنتصف الجبهة.. اطفأ سيجارتي فيخف قليلا ليعود بعدها أشد.. تذكرت آخر مرة عانيت فيها من هذا الألم.. زارني بعد ساعتين عشتهما في تجربة فاشلة بعد انفصالي عن هبة بعام..
كانت جارتي التي تحاول اقتناص لحظات تكبل فيها عقلي لتقتنص اعترافا بحبي لها واحتمالية بناء بيت أكون أنا فيه السيد.. احتضنتني بعنف طالبة أن أعترف في أذنها بعشقي لها.. تعصترني بقوة وترتمي فوق أحد كراسي البيت.. وفي قمة انهماكها تهمس بلوعة أن أتركها .. لتقوم باكية على ما فعلته وتقترب من الباب .. فأهدأها بكلمات قليلة.. تطول وقفتها بالباب ولا تحاول فتحه.. فأخمن أنها تطلب وداعا صغيرا.. أفكر في قبلة صغيرة حانية خالية من الرغبة.. أحتضنها فتتعلق بي بشبق عاصف .. واتعجب من قوة ذراعيها.. لنسقط ثانية على نفس الكرسي وتعاود كرها وفرها.. يد تحوطني ويد تدفعني عنها وشفاه تهمس وتصرخ بكلمات متناقضة .. أحبك واتركني... لتعود فتبكي.. كان هذا أقسى صداع مررت به.
لم يأت طارق.. فعدت مرافقا الصداع ولم أحاول حتى الاتصال به للاطمئنان.



إضاءة

- كثيرا ما تدلنا يد الله على الطريق.. علامات أكثر من أن تحصى توضع كاللافتات على الجانبين وننشغل عنها بالنظر إلى الخلف أو على أحسن تقدير إلى الأمام أو أسفل أقدامنا.. لا نحاول أن نرى روعة إبداع الخالق من حولنا.. هل هو تغافل أم عمى؟ لا أدرى.


- حين أنظر للخلف أرى أنني كنت أكثر غباءً مما أنا عليه الآن.. فأحمد الله على غبائي الحالي!!




- أن أكون رمادا.. يعني أني عشت التجربة فاحترقت, لم تمض أيامي جوفاء
أن أكون ترابا.. يكون الله لم يدخلني في التجربة أو لم أتبع الإشارات


تعليق على رسالة نصية

أن أجعل هذا القلب الذي كنت أسكنه.. وكان عشي الأخيرقبل أن أتوه في صحراء الفعل واللافعل.. الجدوي واللاجدوي... أن أجعله فرحانا.. جعلني أنام مطمئنا أنني لم أحرث الماء.. وأن بذوري رغم قدمها ما زالت صالحة لأن يتفجر منها سيقانا تحمل ورودا زاهية تعطر الهواء الذي يتنفسه.


ائتلاف




العصافير الرمادية التي لا تحمل لونا .. والتي تتخذ من لونها تضليلا لأعدائها داخل أوراق الشجر الباهتة.. وعلى الأرض التي تحمل نفس لون العصافير.. ذكريات الطفولة معها لا تتجاوز ذكريات أي طفل.. محاولاتنا الفاشلة دوما لاصطيادها بالفخاخ المعدنية .. البحث عن دود يصلح كطعم.. والانتظار الطويل بلا فائدة.. لكن كان الأمر لا يخلو من متعة وإحباط وفرح.. متعة لهونا كأطفال وإحباط الفشل في الصيد والفرح بعدم اضطرارنا لذبحها إن سقطت في فخاخنا.
شكلها مذبوحة ومقيدة مجموعات من أرجلها في سوق الطيور بالعتبة صورة أخرى لم تكن تحرك الشفقة بقلبي..  كانت مجرد نوع من الطعام  أتعجب ممن يطاوعه قلبه لالتهام هذه الكائنات الصغيرة الرقيقة.. 
كلما سمعت الحديث الشريف: (الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ) كنت أرى تلك الأرواح تأخذ هيئة العصافير وتطير مزقزقة أزواجا في فراغ السماوات الرحب
تلك كل الصور التي وجدتها بذاكرتي عن العصافير الرمادية التي لا تحمل لونا مميزا..
فلماذا الآن.. بعد سكني الطويل للبحر.. وعشقي الذي كان لنوارسه البيضاء... لماذا حاولت العصافير الرمادية اختراق قلبي لتبني أعشاشا صغيرة دافئة لأفراخها.. ونجحت باقتدار.. 
لماذا هجرتني النوارس وألفتني العصافير؟



الثلاثاء، 1 يونيو 2010

فتافيت ضحك



خلّص البلياتشو حركاته
وف آخر القعدة...
لمّ من بين رجل العيال
فتفوتة.. من ضحكتهم الصافية
وحطها جوا الشوال
- هاتنفعه لبكره –
وبحرص أب خايف ع الضنا
ربط الحزام عقدة.
      *    *    *
كان حلم حياة البلياتشو
ضحكة كبيرة
لاهي مرسومة ولا زايفة
بدل المرسومة بالجير على وشه