الخميس، 13 أكتوبر 2011

نزف لا يتواءم والجرح


تتعمد حك القشرة عند طلوع الفجر. تجمعها كقروشٍ داكنة الحمرة
حتى لا يلتئم الجرح..
أو حتى.. يجب البتر.

يتكوم ما تجمعه في طبق شفاف يتوسط بهو البيت
وسط الأوراق الجافة للورد الميت
فتفوح الذكرى - الجرح - خانقة جو الحجرة.
*


… وكبيتٍ أنا بوابته .. يعبرني الجرح
يجتاز صباحًا منفَرجي
متئد الخطوة يمسح رائحةً لزجة بضلوعي .. بزجاجي.. بحديدي المشغول
يمضي منفلتا كالريح
يقضي بعض مشاغله في الحارات الملتوية ..
في أجساد الأحباب.. الأسرةِ.. بعضِ رفاق المقهى والدرب
يتشاغل عني بضع سويعات
فيحين خروجي… ملتمسا طرقا لم تعرفها قدماه
أتنسم بعض ورود ورياحين.. رفةَ عينٍ.. نبضةَ قلب
وحين أعودُ .. يعود
قبل سقوط الشمس الغافلة بشرك الليل
             - لا أسمع طشتها في ماء النهر.. إلا ويؤكد فيّ حضورا طاغٍ –
ينساب خفيفا من شرفة روحي كاللص
يتلمس لمحات ٍ من ذكرى عطرة.. مازالت تتنفسها ألوان طلاء الحائط
مازالت تتدثر من برد الكد اليومي بكلماتي
في أوراقي المندسة بالأدراج
يتشمم ريح الظفر بفائت أيامي
يخنقها.. يخنقني
يترك زنخ عفونته..
ينقش بالنار حروفا من سطوته
متكئا في تاريخي ينثر أعضاءً محتقنة
فوق سريري منتصبا مصلوبا
                        … يبتدأ النزف
*


أذكر خفتها ..
- حين أتمت في الثلث الأول من ليلة صيف -
مراسم حفلتها
أتذكرني ..
لحظة أن مس الجسد الدافء لكماني
جبلَ الرغبة مغروسا بالكتف المرهق
تتسحب نحوي وتحاذر أن تلمس بلورة شجني
أرشف كأس التفاح - رحيقَ نداوتها
فيفور القرص - السم - بكأس الرغبة
تغلق عينًا بأناملها ..
أغلق أخرى
          أتغافل عن رائحة الزيف
*



هل أكسر بيقيني بلورة حلمي؟

أم هل يختلف المعنى - المقصد -
إن دُسّ السم بكفٍ أخرى؟
أنتبه لصوت الناي القادم من تاريخي
أمسك قوسي ..
فلا ينساب – كما أمّلتُ – العزف.



*



منذ سكون رحيق نداوتها - قرصِِ السم الفوارِ - القلبَ

…. أعوامٌ عشرٌ مرت
وأنا أفتح نافذتي عند تثاؤب ضوء الشمس
تتناثر بعض حبوب البهجة من كفي
ألقيها طعما لعصافير الجنة
منزويا في ركني أترقب رجفة ساق
رعشة منقار يغويه الحَب – الحُب
أخفي الورد الميت خلفي
حتى لا تلمحها عينا عصفورٍ يبحث عن قلب
لكن طيوري ترفض أن تلج القلب
الرائحة المختبئة تأبى إلا أن تخنق أنفاسي
يتحرك قرص السم يغافل ما أتصنع من بهجة



                                             ….. ويفور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق